نفى شيوخ الطريقة التيجانية تهمة "البدع" التي حاولت بعض الجماعات الاسلامية إلصاقها بها، مؤكدين أنها "طريقة أحمدية ومحمدية سنية تنبني على كتاب الله وسنة رسوله", موضحين أنها تعتبر العلم من شروط الانتساب للطريقة، والمسلم أو التيجاني ليس له عذر في الجهل أوعدم التعلم.
وجاءت تصريحات شيوخ التيجانية على هامش مؤتمر عقد في مدينة فاس المغربية على مدى ثلاثة أيام وجمع المنتسبين للطريقة التيجانية تحت رعاية عاهل المغرب الملك محمد السادس.
البراءة من البدع
وشدد محسن التيجاني من أبرز شيوخ الطريقة لـ"العربية.نت" على أن الطريقة التيجانية " بريئة من أشكال البدع التي يريد البعض أن تدنس هيبتها، وهي طريقة احمديه، محمدية، سنية، تنبني على كتاب الله وسنة رسوله وهذا ما جعلها تنتشر في النقاط الأربعة للعالم".
وبدوره اعتبر الشيخ حسن سيسي، احد أقطاب هذه الطريقة في السنغال، أن مميزات الطريقة التيجانية هي اعتبار العلم من شروط الانتساب للطريقة، والمسلم أو التيجاني ليس له عذر في الجهل أوعدم التعلم.
واعتبر أن "مدينة فاس المحج الأصل للتيجانيين من بقاع أنحاء العالم، معبرا عن ولاء مريدي الطريقة بالسنغال للمغرب ووفائهم لعهد البيعة الذي هو أمانة في عنق الشيخ سيدي احمد التيجاني".
وعلى ذات الصعيد أكد الشيخ ابراهيم صالح الحسيني، رئيس مجلس الإفتاء بنيجريا، للعربية.نت أن الطريقة التيجانية "عبارة عن شروط تنظم العمل بالكتاب والسنة وأذكار تنور القلب وتقوي صلة العبد بربه، وأن أساسها المحبة و الحوار من أجل توحيد الشعوب بصرف النظر على الاعتبارات السياسية".
ويذكر أن مؤسس الطريقة التيجانية هو أبو العباس أحمد بن محمد سالم التجاني، ومن أبرز الآثار التي خلفها لمن بعده زاويته التيجانية في فاس وكتاب "جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التيجاني" .
وبحسب المراقبين فإن الطريقة التيجانية قائمة على الاقتداء بالرسول الكريم (ص) واتباع هديه والتزام سنته، ملتزمة بالعقيدة الأشعرية، ومتمسكة بمذهب مالكي، مع ملئ الأوقات بذكر الله عز وجل، والصلاة على النبي، والمواظبة على تلاوة القرآن والمحافظة على الصلوات مع الجماعة، والإقلاع عن المعاصي والذنوب بالتوبة والاستغفار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتصفها بعض الجماعات الاسلامية بأنها "طريقة صوفية".
مجلس أعلى للتيجانية
وعن أفاق الطريقة التيجانية، طالب محمد طاهر الفاتحي، وهو أستاذ باحت في الروحانيات والتصوف، في حديثه لـ"العربية.نت"، بضرورة العمل على إنشاء مجلس أعلى للطريقة حتى يتسنى لهم التواصل والتعاون من اجل إقرار أهدافها الروحية عبر مختلف جهات العالم, في حين عارض الشيخ إبراهيم صالح الحسيني هذا المطلب لكون الطريقة التيجانية ليست بحركة سياسية وأن التجمع في ضريح سيدي احمد التيجاني بفاس في حد ذاته مجلس أعلى.
واعتبر المشاركون في البيان الختامي في هذا الجمع أن الرسالة الملكية الموجهة لهم تشكل وثيقة مرجعية، مع ضرورة العمل على إنشاء موقع الكتروني وإحداث إذاعة وفضائية خاصتين بالطريقة، وتجديد مثل هذه اللقاءات العالمية كل سنتين على ارض المغرب.
يشار أن احتضان المغرب لهذه التظاهرة الروحية يؤشر على رغبة الدولة في إعادة بسط نفوذها على الطرق الصوفية عامة والطريقة التيجانية خاصة بوصفها ابرز الطرق الصوفية في القارة الإفريقية وأوسعها انتشارا و نفوذا من أجل محاصرة الفكر المتطرف.
وصرح محمد لحريشي، مستشار بديوان وزارة الخارجية المغربية ، لـ"العربية.نت" أن مؤتمر التيجانية حضره أكتر من 2000 مشارك من 41 دولة، تتمثل في 1300 من المدعوين و150 من الطلبة الأفارقة التيجانيين بالمغرب، و550 من المغاربة التيجانيين و350 من السنغاليين الذين تحملوا نفقات الحضور على حسابهم الخاص".
وأضاف محمد لحريشي آن عدد الشيوخ الذين توافدوا على هذه التظاهرة الروحية وصل إلى 300 شيخ تيجاني في حين بلغ عدد وفود السنغال إلى 306 مشارك، و363 من نيجريا، و55 من مالي، و44 من الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر من 17 من الجزائر
03/07/2007
http://www.alarabiya.net/articles/2007/07/03/36151.html
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire